إن مجال شفط الدهون ونحت الجسم وتنسيق القوام يشهد تطوراً سريعا وكبيراً خلال الآونة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى الرواج الكبير لعمليات شفط الدهون، والوعي الكبير عند الأشخاص بأهمية الحصول على جسد مثالي وخالي من أي مشكلات، ولذلك أصبحت هذه العمليات سهلة وآمنة للغاية لدرجة أنه أصبح بإمكان المريض مغادرة المستشفى فور انتهاء العملية، والعودة إلى حياته وأنشطته اليومية بشكل طبيعي، ويرجع الفضل في ذلك إلى أجهزة شفط الدهون المتقدمة للغاية، والتي أصبحت تقدم أفضل النتائج وأكثرها مثالية بأقل المضاعفات، وهنا نقدم لكم نبذة وتعريف مبسط لأهم وأحدث أجهزة شفط الدهون التي يتم استخدامها في مستشفيات وعيادات التجميل وتحسين القوام.
عناصر المقال
Toggleتاريخ عمليات شفط الدهون وتحسين القوام
إن فكرة الحصول على جسم مثالي ورشيق هي فكرة قديمة للغاية، فقد عرف التاريخ العديد من الأنظمة الغذائية، وكذلك العديد من المشروبات والوصفات التي تهدف إلى خسارة الوزن، أما بالنسبة لأول جراحة تهدف إلى التخلص من الدهون فقد تمت على يد جراح فرنسي في عام 1929 لأحد عارضات الأزياء، والتي انتهت للأسف بنتيجة مأساوية، ولم يشهد المجال بعدها أي تطور حتى العام 1974، حيث تمكن أثنين من الأطباء من إجراء عملية شفط دهون عن طريق الجراحة، وكان أيضاً لها الكثير من المضاعفات أبرزها فقدان كميات كبيرة من الدماء بالإضافة الندبات والآثار الغير مستحبة، ومنذ بداية التسعينات تمكن الأطباء من استخدام تقنية الليزر لإذابة الدهون وشفطها كبديل آمن وأفضل من الجراحة.
ماذا نعني بأجهزة شفط الدهون؟
هي أجهزة طبية متطورة، تقوم بإصدار أنواع مختلفة من الطاقة أو الموجات التي لها القدرة على تفتيت الخلايا الدهنية، وتدمير جدارها الخارجي فتتحول بذلك إلى مادة سائلة يمكن سحبها بسهولة إلى خارج الجسم، وتستخدم هذه الأجهزة بهدف معالجة السمنة الموضعية المستعصية، والتي لا يمكن معالجتها من خلال الرياضة أو الحميات الغذائية، مثل الدهون التي تتراكم في منطقة البطن والأرداف والفخذين والذراعين وغيرها.
أحدث أجهزة شفط الدهون
هناك مجموعة كبيرة من الأجهزة والتقنيات المختلفة لشفط الدهون، وتشترك جميع الأجهزة في اعتمادها على فكرة تسييل الدهون، ولكن المختلف هو نوع الطاقة أو الموجات الصادرة عن كل جهاز، وسوف نتعرف على ذلك بالتفصيل من خلال إعطاء نبذة عن كل جهاز من الأجهزة التالية:
جهاز الليزر
يعتبر الليزر هو أول جهاز متخصص في إذابة وتفتيت الدهون، وتم إستخدامه منذ مطلع التسعينات، فمن خلال تعريض المنطقة المصابة بالسمنة الموضعية إلى الحرارة الناتجة عن أشعة الليزر، تبدأ الدهون بالذوبان بشكل تدريجي، ليبدأ الطبيب بعدها بسحب هذه الدهون بأجهزة مخصصة من خلال ثقوب ميكروسكوبية صغيرة، وقد أحدثت تقنية الليزر ثورة كبيرا وتقدماً هائلاً في مجال عمليات شفط الدهون وتنسيق القوام، حيث انخفضت المضاعفات والأخطار بشكل كبير مقارنة بعمليات شفط الدهون الجراحية التقليدية، وذلك لأن عمليات شفط الدهون بالليزر تتم باستخدام المخدر الموضعي فقط، ولا يتم إحداث شقوق جراحية كبيرة، مما يقلل خطر حدوث نزيف أو مضاعفات.
جهاز الفيزر
يمكن اعتبار جهاز الفيزر VASER هو الأحدث والأكثر كفاءة حتى الآن في مجال نحت الجسم وتنسيق القوام، حيث اكتشف الأطباء منذ مطلع الألفية الثانية أن الموجات الصوتية عالية التردد، والتي كانت تستخدم لأغراض علاجية أخرى، لها قدرة كبيرة على تدمير الخلايا الدهنية، وبعد إجراء العديد من الاختبارات تم التصريح باستخدام جهاز الفيزر في عمليات شفط الدهون، ويتميز جهاز الذي يستخدم بنفس طريقة جهاز الليزر بأنه أكثر أماناً على الأنسجة والأعضاء الداخلية، ولا يحدث أي حروق، كما أنه أكثر قدرة على الوصول إلى أماكن الدهون الصعبة والدقيقة، وبذلك يعطي نتائج أكثر مثالية من جهاز الليزر.
جهاز جي بلازما
يعتمد جهاز جي بلازما في إذابة الدهون على نوعين من الطاقة وهما الموجات الراديوية، وطاقة بلازما الهيليوم الباردة، وعند استخدام هذا الجهاز الذي يجمع بين هاتين التقنيتين يمكننا التخلص من الدهون الموضعية، وكذلك شد الجلد وإعادة الحيوية والنضارة له في نفس الوقت، ويتم استخدام الجهاز من خلال تمرير الإبرة الخاصة به أسفل طبقات الجلد السطحية في المنطقة المراد شفط الدهون منها، ثم وبعد إذابة الدهون يتم شفطها إلى خارج الجسم من خلال أجهزة شفط خاصة.
جهاز ألترا سليم
يعتبر جهاز ألترا سليم أحد أحدث أجهزة شفط الدهون التي تعتمد فكرتها على إذابة الدهون وتحويلها إلى مادة سائلة، ولكن المختلف في الأمر مع تقنية الألترا سليم أنه لا يتم شفط الدهون السائلة من خلال فتحات جراحية صغيرة، بل يقوم الجسم بالتخلص منها ذاتياً من خلال الجهاز الليمفاوي بالجسم، ويعتمد جهاز ألترا سليم في إذابة الدهون على تقنية أشعة الضوء الأحمر، حيث تعمل هذه الأشعة عندما يتم استخدامها بتردد معين على تقليص الخلية الدهنية وافراغها من محتواها، والعيب الوحيد في هذا الجهاز هو أنه يتطلب خضوع المريض لأكثر من جلسة حتى يبدأ بملاحظة النتيجة، وقد تتراوح عدد الجلسات بين 3 إلى 12 جلسة طبقاً لكل حالة.
شفط الدهون بالتبريد
وهي تقنية يتم استخدمها أكثر من مرة، حيث أنها لا تعطي نتائج فورية، حيث يتم تمرير جهاز التبريد على المنطقة التي تعاني من السمنة الموضعية لأكثر من مرة، ويتم خفض الحرارة إلى درجة معينة، تبدأ عندها الخلايا الدهنية بالتلف والانهيار، ويقوم الجسم بالتخلص من الخلايا الدهنية الذائبة بشكل ذاتي وطبيعي عن طريق الكبد والكلى.
حقن الميزوثيرابي
تعتبر حقن الميزوثيرابي هي الحل الأكثر أماناً وسهولة للأشخاص الذين لا يرغبون بالتعرض لأي نوع من الجراحة مهما كان بسيطاً، حيث يتم حقن المنطقة المصابة بالسمنة الموضعية بمجموعة من المواد الكيميائية، أهمها مادة لها قدرة كبيرة على إذابة الخلايا الدهنية، بالإضافة إلى بعض المواد المخدرة والمسكنة لتخفيف الألم وتهدئة الشعور بالانزعاج، بالإضافة إلى بعض المواد والفيتامينات التي تعمل على تعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد، وهو المادة المسؤولة عن تماسك الجلد، وظهوره بمظهر شاب وحيوي، وتتطلب حقن الميزوثيرابي الخضوع لأكثر من جلسة للوصول إلى النتيجة النهائية التي يرغب بها المريض.
كيف أختار الجهاز المناسب لشفط الدهون؟
في أغلب الأحيان لن تقوم بذلك، وذلك لأن الطبيب وحده هو من يقوم بذلك، وذلك لاختلاف كل حالة عن الأخرى، مثلاً هناك بعض الحالات التي لا تتناسب معها شفط الدهون بالليزر، وتحتاج إلى التدخل الجراحي نظراً لوجود ترهلات شديدة وكميات كبيرة من الدهون الموضعية، ومثال آخر لا تتناسب تقنية حقن الميزوثيرابي مع الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على نتائج فورية، وذلك لأن نتيجة حقن الميزوثيرابي تبدأ بالظهور بعد أكثر من جلسة واحدة، كما أن الحالة الصحية للشخص هي عامل كبير في تحديد التقنية التي ينبغي استخدامها، ولذلك كل ما عليك فعله هو استشارة الطبيب، ومناقشته في النتائج التي ترغب في التوصل إليها، وهو من سيقوم باختيار الجهاز الأمثل والمناسب لحالتك.
هنا نكون قد قدمنا لكم نبذة مبسطة عن أحدث أجهزة شفط الدهون، التي أصبحت أكثر العمليات شعبيةً حول العالم، ويمكنك التواصل مع فريقنا الطبي في حال الرغبة بالحصول على مزيد من المعلومات أو طرح التساؤلات أو حجز موعد.